ذكرتني هذه الصور بكلمتين قالهما مهاتما غاندي أحد رموز الثورة الهندية الحديثة عندما كان يحاول انتشال شعبه من التبعية الصناعية وعدم الإكتفاء الذاتي ومن التفرقة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد الأولى “إن قليلا من العمل لهو خير من أطنان من الوعظ” والثانية “كن مثالا للتغيير الذي تحب ان ترى العالم عليه”… يستلزم أكثر من الحب في القلب للتعبير عن حب الوطن ويستلزم أكثر من الكلام للتعبير عن وحده الشعب كلمات تصف ما وصلنا إليه في حب العمل الفردي والمصلحة الشخصية بعيدا عن أي أعمال تفيد المجتمع والبلدان التي نعيش فيها. موضوعنا اليوم عن أعمال فنية إعلانية ضخمة نفذت في عام 1918 أي في بدايات القرن الماضي بواسطة المصور البريطاني Arthur S. Mole وزميله الأمريكي John D. Thomas والتي تظهر آلاف من أفراد الجيش الأمريكي يتجمعون لتشكيل الرموز المهمة للمجتمع والكيان الأمريكي في حملة كانت رسالة لبعث الوطنية وروح المجتمع والمواطنة في الشعب الأمريكي في صور مازالت تستخدم في الماكينة الإعلامية الأمريكية إلى يومنا هذا نبدأها بهذه اللوحة التي تمثل الدرع الأمريكي واحتاجت لـ 30 ألف شخص لتشكيلها من الضباط والأشخاص صورت في معسكر كوستا في ولاية ميتشيجان الأمريكية في عام 1918.
تشكيل لجرس الحرية تم تشكيله بواسطة 25 ألف ضابط وشخص في معسكر ديكس في ولاية نيو جيرسي في عام 1918.
تشكيل النسر الأمريكي بواسطة 12500 ضابط و رجل وممرضة في معسكر جوردون في ولاية جورجيا الأمريكية في عام 1918.
تشكيل لتمثال الحرية بواسطة 18 ألف رجل 12 ألف منهم في الشعلة لوحدها واستلزم هذا العدد الكبير في الشعلة لبعدها عن مكان التصوير ولتبدو بشكل متناسق مع بقية تشكيل التمثال بحيث يبعد أبعد شخص في الشعلة عن المصور حوالي الـ 800 متر.
كلمة أخيرة:
الهدف من عرض هذه الصور هو تشجيع القراء في الوطن العربي على ابتكار أعمال جماعية مؤثرة تعبر عن وحدة الأفراد في مجتمعاتهم وأن يخصص القليل من العمل الجماعي في خدمة مجتمعاتنا التي نتطور بتطورها ونزيد تخلفا بتأخرها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق