نبدأ بأقصر الطرق لوصف موضوعنا اليوم وهو “كارثة طبيعية بفعل الإنسان” .. هل تعلم أن أكبر مكب للنفايات في العالم تم إكتشافه بالصدفة في المحيط الهادي وتسمى البقعة المكتشفة بـ”مستنقع النفايات الكبير في المحيط الهادي“ Great Pacific Garbage Patch، أو دوامة النفايات Trash Vortex، تمتد مساحتها التقديرية الى ما يقارب 700 ألف كلم مربع أي ما يقارب ضعف مساحة ولاية تكساس الأمريكية و يقدر حجم النفايات فيها بحوالي 3.5 مليون طن من البلاستيك فقط، فالاحذية و الألعاب و الحقائب و لهايات الاطفال و فراشي الأسنان و عبوات الحليب ما هي الا جزء بسيط مما قد يتواجد في هذا المكان عائما في منتصف الطريق بين هاواي و سان فرانسيسكو.
الصورة التالية تبين بعض أنواع النفايات التي تم ازالتها من البقعة بواسطة منظمة السلام الأخضر البيئية GREEN PEACE وهي إحدى أهم المنظمات البيئية الغير حكومية في العالم و نرى فيها كلمة نفايات باللغة الانجليزية TRASH مشكلة من كرات البيسبول التي كانت موجوده في البقعة المنكوبة.
يقبل الناس على شراء الأغراض المصنوعة من البلاستيك (وهو أحد المشتقات النفطية) بسبب المتانة و قوة التحمل التي يتمتع بها البلاستيك و لكن أغلبنا لا يدرك في كل مرة نقوم فيها بشراء عبوة بلاستيكية أنه نشكل أكبر عامل لتهديد الحياة البحرية في العالم. كل قطعة من البلاستيك تم صنعا في العالم لا تزال موجودة إلى الآن سبب ذلك يعود إلى أن البلاستيك الذي كان يصنع ولازال إلى الآن في أغلب أنواعه لا يتحلل كباقي المنتجات العضوية ليرجع إلى مواد أولية للطبيعة ولكن يبقى كما هو في الطبيعة حتى بعد مرور السنين ويتفكك إلى قطع صغيرة لتسبب ضررا أكبر للطبيعة شاهد الصورة التالية التي توضح أحد العلماء حاملا عينة مائية من منطقة تجمع النفايات.
عينة أخرى.
سبب تجمع واستقرار العبوات والمخلفات البلاستيكية في مناطق معينة في المحيطات هو شكل التيارات الطبيعية للمحيطات التي تأخذ أشكال دائرية وبيضوية متصلة لتفضي إلى أماكن تجمعات محددة. والنقطة المكتشفة أغلب نفاياتها تأتي من شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية واليابان لتتجمع فيها ويتوقع الباحثون وجود نقاط أخرى في المحيطات لا تزال غير مكتشفة ومن الجدير ذكره هنا أن سبب عدم مقدرة متابعة هذه النقاط هو عدم إمكانية تحديد هذه النقاط ودراستها عن طريق الأقمار الصناعية والتقنيات المتوفرة حاليا بسبب طبيعة الجسيمات البلاستيكية المتفككة التي لا تطفو مباشرة على سطح الماء إنما في الطبقة القريبة من السطح والصورة التالية توضح شكل تيارات المحيطات الرئيسية.
تشكل النسبة الحالية في البحار والمحيطات العالمية للنفايات البلاستيكية الى الحياة البحرية 6:1 (واحد إلى 6) أي الحجم الكلي للنفايات هو 6 والحجم الكلي للحياة البحرية هو 1، ويؤثر ذلك بشكل كبير على الحياة البحرية فالطيور والثدييات البحرية تموت من الجوع و أجوافها محشوة بقطع البلاستيك و الاسماك قد تشبعت بالمواد السامة حتى أصبح أكل بعض المنتجات التي تم صيدها من بعض المحيطات يشكل خطرا على صحة الانسان. أضف على ذلك أن هذه القطع البلاستيكية قد تؤثر في شكل بعض الكائنات البحرية وتشوهها كما تبين صورة السلحفاة بالاسفل و التي نما جسمها في طوق بلاستيكي علقت به أو قد تقوم بنقل بعض الأسماك المفترسة التي تلتصق بها الى أماكن جديدة لم تذهب اليها من قبل مما يؤثر بشكل سلبي في النظام البيئي لتلك المنطقة.
الصورة التالية لطير نافق بسبب النفايات البلاستيكية.
سلحفاة نمت وهي عالقة في حلقة بلاستيكية موجودة في إحدى حدائق الحيوان في الولايات المتحدة كمثال حي على أثر التلوث الذي سببه الإنسان في الطبيعة.
سمكة علق في أحشائها الحبيبات البلاستيكية المتفككة.
يعود تاريخ إكتشاف مستنقع النفايات الكبير في المحيط الهادي إلى عام 1997 وذلك في أحد سباقات القوارب المائية التي كان يشارك بها الكابتن Charles J. Moore (مكتشف المستنقع) والذي قاده الى هذا الامتداد الواسع من النفايات البحرية فقام بتحذير بحار اخر واتفقا على أن يطلقا عليها اسم Eastern Garbage Patch “مستنقع النفايات الشرقي” و التي يشار اليها في وسائل الاعلام على أنها مثال استثنائي لقضية التلوث البحري. 80% من البلاستيك أو النفايات في البقعة هي من اليابسة بينما ال 20 % الباقية تأتي من السفن و التي تتراوح من شباك صيد كبيرة الى حبيبات صغيرة تستخدم في المنظفات. خصص الكابتين تشالز بقية حياته لهذه لقضية وأصبح أحد رموزها التي تنادي بتصنيع بلاستيك عضوي قابل للتحلل بالإضافة إلى حملة لتنظيف المحيط ويقول في إحدى مقابلاته أنه لا توجد دولة بالعالم قادرة على تنظيف المحيط وحتى لو إجتمعت دول العالم أجمع ولكن الحل يكمن في إيقاف إستخدام البلاستيك الغير قابل للتحلل وإيقاف النزف المستمر وإعادة تدوير البلاستيك المصنع بالفعل.
صور متنوعة لمستنقع النفايات.
تم انشاء منظمة خاصة لهذه القضية أطلق عليها اسم “مستنقع النفايات الكبير في المحيط الهادي” التي قامت بكتابة ميثاق يساعد الدول في الاعتراف بمسؤؤليتها عن هذه البقعة و بالتالي المساهمة في تنظيفها و لكن أي من الدول التي تملك مقعدا دائما في مجلس الأمن لم تعترف بمسؤوليها عن هذه البقعة.
مصادر
- مصدر المعلومات و بعض الصور موقع المستنقع و الويكيبيديا
- مصدر اخر للصور
- محادثة الكابتين تشالرز مكتشف البقعة على TED الترجمة العربية متوفرة بالموقع يظهر على الكابتين في هذا الفيديو فقدانه للأمل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق