انها كتلة (بيريتو مورينو \ Perito Moreno) الجليدية وسميت بذلك نسبة الى مكتشفها (فرانشيسكو مورينو \ Francisco Moreno). تقع هذه الكتلة العملاقة في الجزء الارجنتيني من اقليم بتاغونيا وتعتبر أكبر كتلة جليدية في العالم و أحد اهم معالم الجذب السياحية في الارجنتين. الغريب في امر هذه الكتله انها تسحب الثلج اليها بدلا من ان يذوب فيها كحال بقية الكتل الجليدية في العالم التي ينقص حجمها بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
تبلغ مساحة كتلة مورينو 250 كم مربع (و هي كافية لاستيعاب مدينة بداخلها) و يبلغ عمق الثلج فيها 170 متر، و هي واحدة من 48 كتلة جليدية تتغذى من الحقل الجليدي البتاغوني الجنوبي الذي يعتبر ثالث اكبر مخزن للمياه النقية في العالم. هذه الكتلة بالاضافة الى كتلة اخرى في تشيلي اسمها (كتلة بيو شي الجليدية \ Pio XI glacier) هما الوحيدتان اللتان يزداد حجمهما بعكس باقي الكتل. صورة من الجو للكتلة الجليدية بيريتو مورينو.
تمتد مساحة الكتلة الجليدية المتزايدة على (بحيرة الارجنتين \ Lago Argentino) مشكلة سدا يقسم البحيرة الى قسمين، مياه هذه البحيرة ضحلة مقارنة بالبحيرات الاخرى و هذا ما يفسر زيادة حجم هذه الكتلة الجليدية لان معظم الكتل المجاورة تذوب في مياه أعمق، و لكن هذه النظرية لم تفسر سبب زيادة حجم الكتلة الجليدية الاخرى في تشيلي و لذلك ما زال العلماء في حيرة و لم يجدوا تفسيرا علميا صحيحا لهذه الظاهرة التي اصبحت احد الظواهر الطبيعية الغير مفسرة.
تتعرض هذه الكتله لانقسامات تتكرر في قترات معينة تتراوح من سنة الى عشر سنوات و كانها تتكاثر، هذه الانقسامات يمكن تشبيهها بالانفجارات بسبب صوتها المدوي.
صورة لكهف جليدي ساحر تكون عند الجزء الشمالي من الكتلة.
نظرا لحجمها الهائل و سهولة الوصول اليها، اصبحت كتلة مورينو الجليدية الواقعة ضمن منتزه وطني وهو (منتزه لوس جلاسيار الوطني \ Los Glacier National Park) واحدة من اهم المعالم السياحية في الارجنتين حيث يوجد فيها مركز خاص يصطحب الزوار في جولات بحيث يتمكنون من زيارة جميع اجزاء الكتلة و توفر لهم احذية و عدد خاصة لتسلق الجليد.
و بهذا الصدد، لا بد لنا أن نذكر شيئا بسيطا عن الانحسار الجليدي الذي يشهده كوكبنا و التي هي احد نتائج ظاهرة الاحتباس الحراري فعلى سبيل المثال (منتزه لوس جلاسيار الوطني \ Los Glacier National Park) كان يضم أكثر من 150 كتلة في عام 1915 و لكن عددها الان لا يتجاوز الخمسين و كذلك الحال في أمريكا الشمالية حيث عدد كبير من الكتل الجليدية لم يعد لها وجود. و نتيجة لذويان الجليد سيتأثر المخزون المائي و ستتأثر الكائنات التي تعتمد على ذوبان الجليد كمصدر للماء في الصيف باعتبار الكتل الجليدية مخازن للمياه النقية و من المتوقع ايضا تاثر النظام الحيوي و ارتفاع درجة الحرارة المحيطة و موت الحيوانات و النباتات الحساسة للحرارة و ازدياد حرائق الغابات. نتترككم مع بعض صور الانحسار الجليدي:
كتلة بندرسون الجليدية في الاسكا بين عامي 1920 و 2005
كتلة مندنهول- الاسكا بين عامي 1894 و2008
كتله بورتاج الجليدية- الاسكا بين عامي 1914 و 2004
كتله ماكارتي الجليدية- الاسكا بين عامي 1909 و 2004
0 التعليقات:
إرسال تعليق